عقدت لجنتي البنوك والطاقة بجمعية رجال الأعمال المصريين، إجتماعا مشترك حول الاستثمار في موازنة الإنبعاثات الكربونية " الصفقة الجديدة في مجال التمويل" برئاسة السيد الاستاذ حسن حسين رئيس لجنة البنوك والتمويل، والسيد الدكتور محمد هلال رئيس لجنة الطاقة.

شارك في الإجتماع من المتحدثين السادة ممثلي شركة MGM والشركة المصرية للاستثمار المباشر في موازنة الإنبعاثات  EgyCop الاستاذ محمد جمال محرم رئيس الشركة والسيد الاستاذ شريف الديواني عضو مجلس الإدارة والسيد المهندس هاني أسعد مدير الاستثمار- EgyCop.

وقال السيد الاستاذ حسن حسين رئيس لجنة البنوك بالجمعية، إن اللقاء يهدف إلي تعريف مجتمع الأعمال بما يحدث في مجال انبعثات الكربون حول العالم في سياق الاقتصاد المصري وصلته بالقطاع الخاص ومجال وآليات عمل الشركات في هذا الاستثمار الهام.

وأضاف حسين، أن التوجه الحالي للدول ينصب حول اصدار وتداول شهادة الكربون في البورصات، كما بدأت المؤسسات في انشاء صناديق للاستثمار في شهادات الكربون وخفض البصمة الكربونية للشركات.

وأكد رئيس لجنة البنوك، أن سندات الكربون اصبح لها سوق ويتم تداولها علي مستوي العالم حيث تعد بالنسبة للشركات والمؤسسات أداة سداد وتمويل وتوفر لمصر والقطاع الخاص فرص عديدة في استدامة نمو النشاط الانتاجي والزراعي والاقتصاد القومي.

وأضاف السيد الدكتور محمد هلال رئيس لجنة الطاقة بالجمعية، إن اللقاء يأتي استكمالا لدور اللجنة في بحث مستقبل الاقتصاد الاخضر في مصر في إطار التزام مصر ودول العالم بخفض الإنبعاثات  الكربونية والذي يعد جزء هام للنهوض بالصناعة المصرية وزيادة الصادرات في المرحلة المقبلة.

وأوضح هلال أن الاتحاد الاوربي وضع سقف لخفض البصمة الكربونية للدول ومن المقرر ان يضع بعض الضوابط علي استيراد الاغذية والسلع والبضائع من خلال محددات لنسب الكربون بها ومن ثم لابد العمل مع القطاعات الصناعية والتصديرية للتوافق مع معاير واشتراطات التصدير لاسواق الاتحاد الاوروبي.

وأكد رئيس لجنة الطاقة، أن خفض البصة الكربونية هو استثمار له عائد ومردود اقتصادي وبيئي ويترجم إلي أموال للشركات، ويخدم توجه الدولة المصرية نحو الاقتصاد الاخضر الذي يضمن استدامة الصناعة وتقليل التكلفة وبالتالي زيادة تنافسية المنتجات المحلية، لافتا أن هذا التوجه يفتح مجال عمل لشركات الطاقة وشركات الاعتماد للمشروعات لتسهيل شهادات الكربون.

ولفت إلي أن هناك فرص عديدة لتمويل مشروعات القطاع الخاص لخفض البصمة الكربونية من خلال صندوق الاستثمار في شهادة الكربون التابع للشركة المصرية للاستثمار المباشر في موازنة الإنبعاثات  EgyCop حيث يمنح تمويلات لمشاريع ضخمة فوق 10 الاف طن كربون ما يمثل فرصة لدخول تجمعات المجتمع المدني وشركات القطاع الخاص للاستثمار في خفض الإنبعاثات  حيث أن الهدف هو الوصول الي المصنع والمزارع بجانب مشاركة المشروعات الصغيرة والمتوسطة في خفض الإنبعاثات .

وعرض ممثلي شركة MGM والشركة المصرية للاستثمار المباشر في موازنة الإنبعاثات   EgyCop، فكرة انشاء صندوق للاستثمار في سندات الكربون والفرص المتاحة لدخول القطاع الخاص في مختلف القطاعات والانشطة الاقتصادية.

وأوضح الاستاذ محمد جمال محرم رئيس شركة MGM وشريك مؤسس للشركة المصرية للاستثمار المباشر في موازنة الإنبعاثات  EgyCop، أن فكرة الصندوق تقوم علي استقطاب رؤوس أموال البنوك والمستثمرين واداراتها واستثمارها مع الشركات الراغبة في خفض البصمة الكربونية في صورة قروض، لافتا أن مقدار خفض الإنبعاثات  وفقا للضوابط لكل مشروع مثل التحول من الديزل إلي الطاقة الشمسية ثم يتم اصدار شهادة بها من مؤسسة دولية والتي يمكن بعد ذلك استخدامها من جانب الشركات كأدة سداد للقرض.

 ولفت محرم، إلي أن الاقتصاد العالمي يفرض شروط صعبة وصارمة علي منتجات الشركات غير الملتزمة بخفض بصمتها الكربونية وغير المتوافقة مع معايير البيئة والاستدامة خاصة للشركات المدرجة بالبورصة والمصدرين للحاصلات الزراعية والمنتجات والسلع المصدرة.

وأشار أن كل دولة ومنها مصر وضعت استراتيجية وإلتزام للوصول إلي النسب العالمية لخفض الإنبعاثات  ومحددة حتي 2030/2050 الامر الذي خلق سوق عالمي للكربون حيث أصبحت شهادات الكربون أداة مالية لها بورصات في العالم، لافتا إلي أن رئيس البورصة المصرية السابق الدكتور محمد فريد بذل جهود كبيرة في انشاء بورصة الكربون وهي خاصة بمصر وافريقيا .

وأضاف السيد الاستاذ شريف الديواني الشريك المؤسس، أن من شروط الصندوق لتمويل القطاع الخاص أن يكون المشروع قائم وملوث للبيئة بهدف منح تمويل بغرض تقليل الإنبعاثات  ويتم اصدار شهادة الكربون في نهاية كل عام لها قيمة في السوق ويتم تتداولها في البورصات أو بين المساهمين لعمل توازن بناء نسب خفض الكربون ولمدة 5 سنوات.

وأوضح الديواني، أن شهادات الكربون تصدر من جهة معتمدة دوليا، كما يوجد شركات عالمية للتفتيش والفحص والمحاسبة ومعظمها لها افرع في مصر وتعمل وفق منهج علمي لحساب ما تحقق من نسب خفض البصمة الكربونية للنشاط .

وأكد أن الشركة اتفقت مع مبادرة مشروع حياة كريمة لتحويل نحو 157 طرومبة مياه للعمل بالطاقة الشمسية بجانب تمويل مشروعين لاشجار الجازوارين في الصالحية والواحات.

وأشار السيد المهندس هاني أسعد مدير الاستثمار- EgyCop، أن الشركة تستهدف اطلاق صندوقين للمصريين والاجانب للاستثمار في شهادات الكربون أحدهما بالجنيه بقيمة مليار جنيه والثاني بالدولار بقيمة 200 مليون دولار لمساعدة الشركات في عمل خطة لخفض الانبعاثات.

وأوضح أنه يمكن للمؤسسات والشركات فقط الاستفادة من الصندوق دون الافراد، كما أن اطلاق الصناديق يتم وفق لوائح وقرارات هيئة الرقابة المالية ومؤسسين دوليين مثل البنك الدولي، لافتا أنه يتم اختيار أفضل طريقة لتمويل المشروعات في القطاعات المستهدفة وتحدد قيمة التمويل بناء علي الانبعاثات التي يصدرها المشروع وقد يصل إلي 100% أو 50% أو نسب اخري.

وافادة مستشارة الاتحاد الأوروبي لتغير المناخ في مصر، أن الاتحاد الأوروبي في شهر ديسمبر الماضي صوت علي قرار فرض ضريبة علي أي منتج يصدر إلي أوروبا من مشروع عليه بصمة كربونية فيما يعرف بالضريبة الكربونية وبالتالي من المهم جدا معرفة نسب الإنبعاثات لكل مشروع ومقدار الخفض المطلوب، لافتة  إلي أن المرحلة الثانية للاتحاد الأوروبي في هذا الاطار ستكون لحماية الصناعة الأوروبية من خلال فرض ضمانات علي مستثمر أو صناعة ملوثة للبيئة.

وأكد المشاركون في الاجتماع علي أهمية أن يتوافق آلية عمل صناديق الاستثمار في شهادات الكربون وخاصة بالدولار مع الضوابط والقوانين والتشريعات التي يقرها البنك المركزي المصري.

ومن الجدير بالذكر أن اخر تقرير أممي فإن نسبة الإنبعاثات في مصر أقل من 1% اي 0.6% في 2022 بواقع 325 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون في حيث تشير الدراسات إلي أن النسب العادلة والمسموح بها من 2 إلي 1.5%.